ماذا حدث مع فيسبوك؟
في هذه التدوينة المختصرة سنناقش على غير العادة خبر ساخن في وسط ساحة الاعمال لكنه يهمنا كون القضية تدور احداثها حول البيانات. موضوعنا هو خبر عملاق الشبكات الإجتماعية فيسبوك الذي يواجه اليوم منعطف مصيري سيحدد من خلاله آلية عمل الشركة بل مجال جمع وتحليل البيانات واستخداماتها إلى الابد.
ماذا حدث مع فيسبوك؟
في عام 2014 قامت شركة كامبيرج انالاتيكا بتوظيف اليكساندر كوجن (امريكي الجنسية سوفيتي الاصل) ليعمل على تنقيب بيانات المصوتين على منصة فيسبوك من خلال برنامج قام بتطويره لذلك الغرض. البرنامج عبارة عن مجموعة بسيطة من الاسئلة. قام بتحميل هذا البرنامج اكثر من مئتين الف مستخدم على فيسبوك. مالم يعلمه الجميع أن البرنامج مكن كوجن ليس فقط من الحصول على معلوماتهم الشخصية لكن ايضا معلومات جميع اصدقائهم كذلك. تدعي فيسبوك ان كوجن اخبرهم ان هدف البرنامج كان لأغراض بحثية بحته. لكن الحقيقة هي أن شركة كامبيرج قامت بدفع مبلغ مالي لتلك البيانات. يقدر عدد الفروفايلات التي قام كوجن بجمعها حوالي 50 مليون بروفايل وهي كمية كبيرة جدا. تلك المعلومات مكنت شركة كامبيرج من التلاعب و تضليل كثير من الموصوتين والتأثير على قرار تصويتهم إلى المرشح دونالد ترامب آنذاك.
استشعرت فيسبوك ما فعله كوجن وقامت بحذف تطبيقه في عام 2015 وطلبت منه حذف جميع البيانات التي قام بجمعها لكنها لم تعلم أن تلك البيانات قد تم تحويليها إلى شركة كامبيرج في ذلك الحين.
تبعات هذه القضية
لم تتفاقم هذه القضية الا بعد ما قام كريستفور وايلي (احد مؤسسي شركة كامبيرج) بالتبليغ عن ما حدث لدى السلطات البريطانية على مطلع هذا العام 2018. القضية اصبحت قضية رأي عام عندما قام كل من جريدة نيويورك تايمز و ابزورفر بنشر تفاصيل القضة في 2018 مارس 17 يوم السبت. إلى الآن خسرت شركة فايسبوك حوالي 75 مليار دولار والتي تعادل 14% من قيمتها السوقية. ولازال التحقيق جاري في القضية
ما يستفاد منه من هذه القضية
خصوصية البيانات امر في غاية الاهمية. رغم رغبتنا الجامحة نحن كمحللي بيانات للحصول على بيانات تمكننا من صنع نماذج واستكشاف انماط ذات قيمة الا اننا يجب علينا امرين. اولا يجب علينا احترام خصوصيات اصحاب تلك البيانات والإفصاح الكامل عن طرق استخدامنا لتلك البيانات. ثانيا يجب علينا مراعاة الضوابط والقوانين التي تحكم الحصول على تلك البيانات والحفاظ عليها لأن التهاون في نشرها أو بيعها قد يسبب اضرار لأصحاب تلك البيانات قد تفوق توقعاتنا.
جرب بنفسك
كامل الكود تجده هنا
comments powered by Disqus